مقالات اتحادية

الصين.. الحكيم الهادئ وصوت السلام في عالم الصراعات.

بقلم / لؤي الكمالي – عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين – فرع اليمن

 في عالمٍ يموج بالتوترات ويتأرجح على حافة الصدامات السياسية والاقتصادية، تقف الصين كأنها الحكيم الهادئ في غرفة مليئة بالضجيج.
لا ترفع صوتها، ولا تتباهى بقوتها، لكنها تعمل بصمتٍ يلفت انتباه من يراقب المشهد بتمعّن.

تاريخ الصين ليس قصة رخاء مستمر، بل رحلة امتلأت بالجراح والحروب والمجاعات والتحديات. ومن رحم ذلك الماضي، ولدت رؤية مختلفة للعالم:
السلام ليس ترفًا… بل ضرورة تُبنى كما تُبنى الجسور والطرق.

حين تنهض الصين اليوم وتتحدث عن السلام، فهي تتحدث بذاكرة بلدٍ عرف معنى غياب الاستقرار، وتعلم جيدًا أن الشعوب لا تنمو تحت ظل البنادق.

ومن يتابع السياسة الصينية خلال العقدين الأخيرين، سيلاحظ أن بكين لم تكن يومًا دولة تبحث عن صدام أو منافسة صاخبة، بل كانت — ولا تزال — تؤمن بأن بناء السلام يبدأ من بناء الإنسان، ومنح الشعوب فرصة للحياة الكريمة قبل أن تُمنح خطابات السياسة.

ولعل أبرز مثال على ذلك كان نجاحها في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهو حدث تاريخي أعاد ترتيب التوازن الإقليمي. لم تفعل الصين ذلك بصوت مرتفع أو تهديدات، بل بهدوءٍ ودبلوماسية لا تبحث عن الأضواء، لتؤكد أن الوسيط العادل يمكنه تغيير مسار المنطقة دون أن يُطلق رصاصة واحدة.

كما شاركت الصين في عمليات حفظ السلام، وقدمت مساعدات إنسانية وتنموية لمناطق تشهد صراعات، وأثبتت للعالم أن الاستقرار ليس مجرد قرار سياسي، بل جهد متواصل يحتاج إلى عمل وصبر ورؤية واضحة.

ونحن—الإعلاميين في الاتحاد الدولي حلفاء الصين—ندرك جيدًا أن دورنا لا يقتصر على نقل الأخبار، بل يشمل أيضًا تقريب الشعوب من بعضها، وشرح حقيقة هذا الدور الهادئ والمتوازن الذي تلعبه الصين في العالم، وإبراز ملامح سياستها القائمة على الاحترام والتعاون والتنمية.

الصين اليوم ليست مجرد قوة اقتصادية، ولا مجرد لاعب دولي كبير.
إنها صوت مختلف في عالمٍ مرهق بالصراعات، صوت يؤمن بأن السلام ليس شعارًا، بل مشروع حياة.

ومادامت بكين مستمرة في هذا النهج، فإن العالم يقترب خطوة جديدة نحو مستقبل تتقاسم فيه الدول فرصًا عادلة، وتبني فيه الشعوب سلامها بأيديها وبثقة أكبر في الغد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى