مجتمع وأسرة

الشيخ الدكتور إحسان بعدراني منارة العلم والحق وصوت الحرية في زمن التحديات

بقلم الدكتور محمد سعيد طوغلي

يُعد فضيلة الشيخ الدكتور إحسان بعدراني من أعلام العلم والدعوة في زماننا، حيث يمتاز بعلم غزير وثقافة واسعة جعلت منه منارة مشرقة في سماء العلماء والدعاة. فهو باحث ومفكر وكاتب وداعية إسلامي من مواليد مدينة حماه في سوريا عام 1947م، متزوج من الداعية الإسلامية نابغة ببيلي وله خمسة أولاد. جمع الشيخ بين عمق المعرفة وسلاسة العرض، مما جعله مؤثراً ومحبوباً لدى الجميع من طلبة العلم وعامة الناس على حد سواء.

نال الشيخ إحسان بعدراني عدة درجات علمية رفيعة، منها الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، والإجازة في التدريس الديني، والدراسات الإسلامية والعربية، والماجستير، ثم الدكتوراه في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولى، ودكتوراه الإبداع في الفقه الإسلامي وتجديده. هذه المسيرة العلمية الطويلة تعكس حرصه الشديد على التعمق والتجديد في مجال الفقه والدعوة.

شارك في تعريب الكتب في الجزائر بين عامي 1967-1969، وخطب في مسجد المرابط بحي المهاجرين بدمشق بين عامي 1988-2011م. كما كان مستشاراً وعضواً في لجنة تطوير مناهج التربية الإسلامية وتأليف كتبها في سوريا، ورئيس المجموعة الدينية في المركز السوري للدراسات الاستراتيجية، وعضواً في اتحاد الكتّاب العرب.

أسلوب الشيخ إحسان في إيصال العلم يتميز بالسهولة والوضوح، فهو قادر على تبسيط المفاهيم العميقة والمعقدة لتصل بأفضل صورة إلى المستمعين، مما يجعل دروسه ومحاضراته محفزة وجذابة. وهذه الموهبة الفريدة في التعليم كانت سبباً في انتشار تأثيره الواسع بين مختلف الفئات العمرية. أما في الخطابة، فهو يجمع بين قوة الحجة وروعة البيان، مما يجعل كل كلمة منه تحمل أثراً بالغاً في النفوس. خطبه تنبع من صميم القلب، وهي تعكس إخلاصه في الدعوة وحرصه على توصيل الرسالة بأسلوب متميز يجمع بين الحكمة والرحمة.

تميز الشيخ بعدراني أيضاً بشجاعته في الوقوف ضد الظلم والفساد، حيث كان أول من انتقد نظام الأسد في خطبتي الجمعة بتاريخ 1 و8 نيسان 2011، الأمر الذي أدى إلى إقالته من جميع مناصبه الرسمية والتعرض للاعتداء في منزله بدمشق. واصل نشاطه الثوري في دمشق وريفها حتى اضطر إلى الخروج من سورية في يوليو 2011 بعد تعرضه للضغوط والملاحقات. كما اعتقل ولداه بسبب نشاطاتهما في دعم الثورة.

استمر الشيخ بعدراني في نشاطاته الدعوية والثورية خارج سوريا، حيث عقد مؤتمراً صحفياً في وزارة الخارجية الفرنسية بباريس للحديث عن المؤسسة الدينية في سوريا وارتباطها بالنظام، ويقيم حالياً في أوسلو عاصمة النرويج حيث يمارس نشاطاته المتعددة. وله مجموعة من المؤلفات التي تُرجمت بعضها إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وبعضها الآخر قيد الترجمة.

ومن صفاته الجميلة الأخرى التواضع والخلق الكريم، حيث يتعامل مع الجميع بحسن الخلق والاحترام، ويحرص على خدمة مجتمعه بكل تفانٍ وإخلاص. كما أن حرصه الدائم على البحث والتطوير في مجال العلم والدعوة يجعله قدوة لأجيال العلماء والدعاة.

إن الشيخ إحسان بعدراني ليس فقط عالماً ورائداً في ميدان العلم والدعوة، بل هو رمز للقيم النبيلة والصفات الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها كل من يحمل رسالة العلم والدعوة.
بكل هذه الصفات والانجازات ، يستحق فضيلة الشيخ إحسان بعدراني أن يكون منارة علمية ودينية تضيئ الطريق للباحثين عن العلم والهدى .
نسأل الله ان يثبتنا على النهج القويم وأن يرزق فضيلته دوام الصحة والعافية والعمر المديد في خدمة الدين والعباد .
كما ونسأل الله أن يبارك في جهوده ويرفع درجاته في الدنيا والآخرة ، وأن يجعله ذخراً للإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان .

التعريف بالكاتب
الدكتور محمد سعيد طوغلي
رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين
رئيس إتحاد الاعلاميين العرب
مدير ورئيس تحرير عدة مواقع الكترونية دولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى