مقالات منوعة

زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن تحوّل استراتيجي ايجابي على مستقبل سوريا

بقلم الدكتور محمد سعيد طوغلي
رئيس اتحاد الاعلاميين العرب.
رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين.

شهدت العلاقات السورية الأمريكية “تحولاً استراتيجياً” بزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض ولقائه بالرئيس دونالد ترامب ، حيث شهد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، والذي عُد زيارة تاريخية، وسط أجواءٍ وصفتها التقارير الإعلامية بالودية وغير المعتادة، حيث جمعت بين الإعجاب الشخصي والدعابة.
لقد عبّر الرئيس ترامب عن إعجاب واضح بشخصية الرئيس الشرع، واصفاً إياه بـ “شاب جذاب وقوي البنية” و “قائد قوي جداً” و “رجل قوي”، مشيداً بـ “ماضيه القوي للغاية، كمقاتل”. وقد عكست هذه التصريحات، التي جاءت في سياق التقارب التاريخي بين البلدين، محاولة ترامب لإظهار دعمه للقيادة السورية الجديدة، التي يرى أنها تحمل فرصة حقيقية “لحشد الصفوف” والمضي نحو الاستقرار.
كانت الدعابة عنصراً بارزاً في اللقاء، وربما كان المشهد الأبرز الذي أثار تفاعلاً واسعاً هو حادثة إهداء زجاجات العطر.
حيث أظهر مقطع فيديو الرئيس ترامب وهو يقدم هدية شخصية للرئيس الشرع، تمثلت في عطر من مجموعته الخاصة.
وصل الأمر إلى حد قيام ترامب برش القليل من العطر على الرئيس الشرع بنفسه في البيت الأبيض، وهو مشهد اعتبره الكثيرون دليلاً على الأجواء الحميمة وغير الرسمية التي سادت الاجتماع، وروح الدعابة التي تميز بها ترامب.
لقى هذا المشهد تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، بالإضافة إلى تعليقات ترامب عن صفات الشرع الشخصية، ساهم في إثارة تفاعل كبير في الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، و سلط الضوء على الطبيعة الفريدة لهذا اللقاء الدبلوماسي.
كانت هذه الزيارة التي لم يسبق لها مثيل هي الأولى لرئيس سوري للبيت الأبيض منذ عقود، وشكّلت نقطة تحول مفصلية في العلاقات بين البلدين، متجاوزة البروتوكولات التقليدية في العديد من تفاصيلها.
كما تركزت المحادثات على مستقبل سوريا بعد سقوط النظام السابق، والتعاون في مرحلة ما بعد الصراع، والتحديات الإقليمية.
إن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس ترامب في البيت الأبيض تمثل حدثاً سياسياً بارزاً، كونها تأتي في سياق تحولات كبيرة في المشهد السوري.
ومن أبرز نتائج وتفاهمات الزيارة
رفع العقوبات الاقتصادية بالكامل .
والهدف الرئيسي للشرع هو العمل على إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، ولا سيما بموجب قانون قيصر.
وتعهد الرئيس ترامب “ببذل كل ما في وسعه لإنجاح سوريا”، مع التأكيد على أن “الإدارة الأمريكية متفقة على أن سوريا تستحق فرصة لتكون مستقرة، وتبني اقتصادها، وتحافظ على وحدة أراضيها”.
وقد تم توقيع “مسودة تفاهم سياسي” مع الولايات المتحدة تهدف إلى بناء كل أشكال التعاون العسكري والأمني والاقتصادي. كما وقعت سوريا “إعلان تعاون سياسي” مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش.
كما تضمنت المباحثات ملفات إقليمية، بما في ذلك إعادة تعريف العلاقات التركية-السورية-الإسرائيلية والدفع نحو اتفاق أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب، وتعزيز التوافق الذي يدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
و مصير قسد (قوات سوريا الديمقراطية) والسويداء .
تكتسب ملفات “قسد” والسويداء أهمية خاصة بعد هذه الزيارة، لا سيما مع وجود اتفاق سابق موقع بين الرئيس الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، ووجود حراك شعبي في السويداء.
إحدى النتائج التي تم استعراضها هي دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني السوري الجديد. هذا يتوافق مع رؤية الحكومة السورية الجديدة بضرورة إنهاء وجود أي مناطق أو سلاح خارج سيطرة الدولة.
اما محافظة السويداء فقد أعلن الشرع سابقاً عن استحالة تقسيم البلاد والتمسك بالحكم المركزي،
وهوالموقف الأمريكي المعلن، كما أكده ترامب وبعض المسؤولين، بدعم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية (سوريا دون تقسيم).
لكنٌَ التصريحات الأخيرة للمبعوث الأمريكي تشير إلى أن واشنطن تدفع نحو صيغة لامركزية لحكم سوريا، تمنح المناطق حرية تسيير شؤونها، بهدف إيجاد حلول أكثر واقعية وعملية تساهم في استقرار البلاد.
وهذا مالا يقبل عموم الشعب السوري الذي اعتبر أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض خطوة استراتيجية مهمة لحل مشكلة الانفصاليين و لعلاقة سورية مع الولايات المتحدة، والامل بتحقيق مكتسبات دبلوماسية وأمنية بارزة تسهم في تعزيز التعاون والشراكة. لقد وضعت هذه الزيارة أسس رؤية مستقبلية ترتكز على تعزيز السلام والاستقرار، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى مواجهة التحديات الإقليمية بفعالية.
إن هذه الزيارة تؤكد عزم القيادة على بناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً لشعوب المنطقة، مستفيدة من الدعم الدولي وتفعيل الشراكات الحقيقية نحو تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى