الصين وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية

الدكتورة كريمة الحفناوي
رئيس الفرع المصري للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين
وسط عالم يموج بالصراعات والنزاعات والتحديات الكبيرة والأزمات الاقتصادية، ومحاولات الولايات المتحدة الأمريكية إشعال وتأجيج الصراعات مع الدول الكبرى روسيا والصين، ومساندة الكيان الصهيونى فى عدوانه الوحشى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وخلق الشرق الأوسط الجديد بهدف استمرار أمريكا بقيادة رئيسها دونالد ترامب فى الهيمنة كقطب واحد، يهيمن وينهب ثروات دول العالم الثالث (الجنوب)، ومن أجل محاربة الأقطاب الصاعدة الصين وروسيا استراتيجيا واقتصاديا وعسكري.
ووسط صعود اليسار للحكم فى عدد من بلدان أمريكا اللاتينية، ومناهضته للولايات المتحدة الأمريكية، وسياسات رئيسها ترامب الاستعمارية، من أجل الاستيلاء على النفط والثروات التعدينية لتلك البلدان، ووسط السياسات الترامبية التجارية المتضاربة والضارة اقتصاديا بكل بلدان العالم.
وسط كل هذه الظروف والاضطرابات، عقدت اللجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعى الصينى دورتها الكاملة الرابعة، فى الفترة (20 – 23 أكتوبر 2025)، بحضور 168 عضواً و 147 عضوا احتياطيا بجانب الأعضاء المراقبين.
وفى نهاية جلسات الدورة أشار البيان الختامى إلى أن الصين توشك حاليا على تحقيق أهداف الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وقدم المشاركون تقريرا يتضمن تقييماً إيجابياً للإنجازات الهامة فى الفترة (2020 – 2025)، كم أشار التقرير إلى أن الفترة القادمة هى فترة الخطة الخامسة عشرة (2026 – 2030)، والتى تعمل على تعزيز الأسس، والمضى قدما على جميع الجبهات نحو تحقيق التحديث الاشتراكى بشكل أساسى بحلول عام 2035.
وقبل الحديث عن أهم ماتناولته الدورة الرابعة، أود أن أشير إلى بعض ماجاء فى الدورة الثالثة، والتى عُقِدت فى النصف الثانى من عام 2024، وركزت على مشروع دفع “التحديث الصينى النمطى” حيث يسعى هذا المشروع إلى تحديث دولة نامية عدد سكانها 1,4 مليار نسمة، ويُمكِّن الصين من المساهمة بأكثر من 30% من النمو الاقتصادى العالمى، وفى الفترة (2013 إلى 2023) حقق الاقتصاد الصينى قفزة تاريخية للقوة الاقتصادية، ونموا سريعا بنسبة 6% سنويا”
ولقد صدر التقرير الخاص بشأن “تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل لدفع “التحديث على النمط الصينى”، وأجازته الدورة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعى الصينى فى 18 يوليو 2024.
ولقد أكد التقرير على أن التحديث، سيفتح آفاقا جديدة واسعة فى عملية الإصلاح والانفتاح، وفى مواجهة الأوضاع المحلية والدولية المتشابكة والمعقدة، وسيتبع طريق التنمية السلمية، وسياسة خارجية مستقلة سلمية، تقوم على بناء مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية، والدعوة لعالم متساوٍ، ومنظم، ومتعدد الأقطاب، واقتصاد مفيد وشامل للجميع، وتعزيز الإصلاح من خلال الانفتاح، بتحسين قدرات الصين فى توسيع التعاون الدولى، وبناء اقتصاد جديد، وإصلاح نظام التجارة الخارجية، وتحسين آلية التعاون المشترك عالى الجودة، وبناء “الحزام والطريق”.
وشمل التقرير الصادر عن المؤتمر عدة قرارات هامة، يتم تنفيذها خلال السنوات القريبة، ومنها الانتهاء من مهام الإصلاح، فى الذكرى الثمانين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (2029)، وتحقيق أهداف التحديث بحلول عام (2035)، وذلك بإتمام إنشاء نظام اقتصادى وسوق اشتراكى رفيع المستوى، وتحسين النظام الاشتراكى ذى الخصائص الصينية، وفى منتصف القرن الواحد والعشرين سيتم البناء الشامل للإشتراكية.
وفى الدورة الرابعة التى عُقِدت فى أواخر شهر اكتوبر 2025، أشارت الدورة إلى أن تحقيق التحديثات الاشتراكية، هى عملية تاريخية تتطور باستمرار، وتعتبر الخطة الخمسية الخامسة عشرة مرحلة أساسية لتمتين الأساس، وإطلاق العنان للقوة على نحو شامل.
وركزت الدورة على بناء دولة قوية من حيث التعليم والعلوم والتكنولوجيا، ووجوب بناء السوق المحلية القوية، كما دعت إلى وجوب توسيع نطاق الانفتاح العالى المستوى على الخارج، وخلق وضع جديد للتعاون والفوز المشترك، والتشارك فى بناء الحزام والطريق بجودة عالية، وتحديث الزراعة والنهوض الشامل بالمناطق الريفية، هذا بجانب تحسين التوزيع الاقتصادى الإقليمى جغرافيا.
وطرحت الدورة وجوب تكثيف الجهود لضمان وتحسين معيشة الشعب، وتحفيز التوظيف العالى الجودة مع تحول أخضر شامل للتنمية الاقتصادية، وأكدت أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى فترة الخطة الحمسية الخامسة عشرة، عليها التمسك بالماركسية اللينينية، وأفكار ماو تسى تونج، ونظرية دينج شياو بينج، والتطبيق الشامل لأفكار الرئيس الحالى شي جين بينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وأشارت الدورة إلى الالتزام بالمبادىء التالية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خلال الخطة الخامسة عشرة وهى، التمسك بقيادة الحزب الشاملة، ووضع الشعب فوق كل اعتبار،والتمسك بالتنمية عالية الجودة، والتمسك بتعميق الإصلاح على نحو شامل، والتمسك بالاندماج فى السوق الفعالة، والحوكمة المتسمة بالكفاءة، والتمسك بالتخطيط الكامل والشامل للأمن والتنمية.
كما أكدت على إذكاء حيوية الابتكار والإبداع ثقافيا للأمة، وتحديث منظومة الأمن القومى الشامل، وتقوية الجيش فى الموعد المقرر له، وهو الذكرى المئوية لتأسيس جيش التحرير الشعبى الصينى، وتعزيز وتسريع بناء القدرات القتالية المتقدمة.
وفى النهاية أشارت الدورة إلى أن تحقيق التحديثات الاشتراكية، هو عملية تاريخية تتطور باستمرار، وتعتبر الخطة الخمسية الخامسة عشرة مرحلة أساسية لتنمية الأساس، وإطلاق العنان بالقوة على نحو شامل.
إننا نتمنى مزيد من النهضة والتقدم لدولة الصين، مع مزيد من التعاون الصينى العربى والصينى الأفريقى، من أجل خير الشعوب. ونطالب الصين فى المرحلة القادمة بدور أكبر لتحقيق العدل والاستقرار والسلام العالمى، ودور أساسى فى حل الأزمات والصراعات على مستوى العالم.




