مقالات منوعة

الشعب السوري يؤكد على وحدة الأرض ويرفض التقسيم في ذكرى “ردع العدوان”

الدكتور محمد سعيد طوغلي يكتب:

شهدت المحافظات السورية مؤخراً حراكاً شعبياً غير مسبوق، تمثل في مسيرات مليونية عارمة استجابةً لدعوة الرئيس أحمد الشرع للنزول إلى الساحات، احتفالاً بالذكرى السنوية لانطلاق “معركة ردع العدوان”.
لم تكن هذه المسيرات مجرد احتفال بانتصار عسكري، بل تحولت إلى مهرجان وطني للتأكيد على الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها وحدة الأرض والشعب، ورفض كافة أشكال العدوان والتقسيم.
وقد اكدت الحشود على تجديد العهد الوطني في الساحات
من دمشق إلى حلب، ومن الساحل إلى المنطقة الشرقية، غصّت الساحات بالمواطنين الذين قدموا من كل حدب وصوب، رافعين الأعلام الوطنية والشعارات التي لخصت الموقف الشعبي الموحد. لقد جاءت هذه المسيرات لتشكل رسالة واضحة وقوية من الشعب السوري إلى الداخل والخارج، مفادها أن سوريا لن تكون إلا دولة موحدة، وأن مصيرها تقرره إرادة أبنائها الأحرار.
وتجسدت المطالب الشعبية في ثلاثة محاور رئيسية، شكلت قوام الرسالة التي أطلقتها الحشود:
رفض العدوان والتنديد به حيث رفعت الجماهير لافتات وشعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، وتؤكد على حق الشعب السوري في الدفاع عن سيادته وكرامته، معتبرة أن الوحدة الداخلية هي الدرع الحقيقي في مواجهة الأطماع الخارجية.
التأكيد على وحدة الأرض والشعب لقد كانت الهتافات واللافتات تركز بشكل قاطع على رفض التقسيم بكافة أشكاله وصوره. وقد عبرت هذه المسيرات عن وحدة النسيج المجتمعي السوري، مؤكدة أن الشعب السوري، بمختلف مكوناته، يقف صفاً واحداً خلف قضايا الوطن المصيرية، وأن وحدة التراب الوطني هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
الالتفاف حول القيادة لبناء سورية الجديدة: شكلت المسيرات دليلاً ساطعاً على التفاف الشعب حول قائده يداً بيد لبناء سورية الجديدة. فقد رأى المواطنون في دعوة الرئيس الشرع مناسبةً لتجديد الثقة والمضي قدماً في مسار الانتقال والبناء، بعيداً عن صراعات الماضي، والتركيز على المستقبل الذي يليق بالتضحيات التي قدمت.
“ردع العدوان”: من معركة عسكرية إلى مفهوم وطني
إن الاحتفال بذكرى “معركة ردع العدوان” لم يعد مقتصراً على إحياء حدث عسكري هام، بل تحول إلى رمزية أعمق تتعلق بالإرادة الوطنية والقوة الداخلية. هذه المعركة، التي مهدت لبداية مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، أصبحت تمثل نموذجاً للقدرة على التغيير ومواجهة التحديات الكبرى. الدعوة للنزول إلى الساحات في هذه الذكرى لم تكن فقط للاحتفال بالانتصار، بل لتعبئة الطاقات الشعبية نحو بناء دولة المؤسسات التي تضمن العدالة والكرامة لكل السوريين.
لقد برهنت الحشود المليونية على أن سوريا قد تجاوزت مرحلة الانقسام، وأن الإجماع الوطني على السيادة والوحدة هو الأساس الذي لا يمكن التنازل عنه. ومع انطلاق خطوات جادة نحو بناء سورية الجديدة، يؤكد الشعب السوري من خلال صوته المدوي في الساحات، أنه الحارس الأمين على قراره ومصيره، وأنه شريك أساسي في صياغة مستقبل وطنه الموحد والمزدهر.

التعريف بالكاتب
الدكتور محمد سعيد طوغلي
رئيس اتحاد الاعلاميين العرب.
رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين.
رئيس الهيئة الإعلامية في اتحاد المثقفين العرب .
المشرف العام على منصة صحفيون من اجل فلسطين.
رئيس تحرير ومدير عدة مواقع الكترونية دولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى